شبكة يافا الاخبارية | نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤولين إسرائيلي وعربي قولهما إن تل أبيب تخطط لتغيير جذري في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة.
وصرح المسؤولان للصحيفة هذا الأسبوع، بأن "إسرائيل تخطط لتغيير جذري في طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك مع بدء السماح بدخولها إلى القطاع في الأسابيع المقبلة، بعد تجميد دام قرابة شهرين ونصف".
وتقضي الخطة بالتحول من توزيع المساعدات بالجملة وتخزينها، إلى الاعتماد على المنظمات الدولية وشركات الأمن الخاصة لتوزيع صناديق الطعام على عائلات غزة، وفقا للمسؤولين.
جولات تفتيش
سيكون لكل عائلة ممثل مُعيّن مُكلف بالوصول إلى منطقة أمنية تابعة لجيش الاحتلال جنوب غزة، حيث سيتم توزيع المساعدات بعد اجتياز عدة جولات تفتيش.
وقال المسؤولون "إن كل صندوق سيحتوي على ما يكفي من الطعام لعدة أيام حتى يُسمح لممثلي العائلات بالعودة إلى المنطقة الأمنية لاستلام طرد آخر، مضيفين "أن إسرائيل تعتقد أن هذه الطريقة ستُصعّب على حماس تحويل المساعدات إلى مقاتليها".
طبقة أمنية
وفقًا للمسؤولين، لن يشارك جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مباشر في توزيع المساعدات، وسط معارضة من رئيس الأركان إيال زامير، لكن ستُكلَّف قواته "بتوفير طبقة أمنية خارجية" للمقاولين من القطاع الخاص والمنظمات الدولية التي تُقدِّم المساعدات.
وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن "إحدى الشركات الرئيسية المُرشَّحة للمشاركة في الخطة هي فرع لشركة استشارات الأمن القومي الأمريكية "أوربيس"، التي يرتبط مديروها التنفيذيون بعلاقات مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر.
دعم حكومي
قال المسؤول الإسرائيلي إنه لا يوجد جدول زمني محدد لموعد دخول النظام الجديد حيز التشغيل، لكن الجيش الإسرائيلي يعتقد أنه ليس لديه سوى عدة أسابيع قبل وقوع أزمة إنسانية كبرى وبعد تعرضه لضغوط دولية لمنع حدوث الكارثة.
وذكر إن "خطة توزيع المساعدات الجديدة لم تتلقَّ الموافقة النهائية من الحكومة، لكنها تحظى بدعم جزء كبير من المؤسسة الأمنية، إلى جانب شخصيات بارزة في الدائرة المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
تهدف لاحتلال دائم
ذكر المسؤول العربي إن "الخطة على ما يبدو تُحدِّد أيضًا كمية الطعام التي ستحصل عليها كل عائلة إلى الحد الأدنى اللازم للبقاء على قيد الحياة، مضيفًا: "يبدو الأمر كما لو أنهم يحسبون السعرات الحرارية لسكان يعانون من الجوع منذ شهور".
وأعرب عن تشككه في إمكانية تطبيق الخطة على نطاق واسع على سكان غزة بالكامل، حتى مع استمرار تقليص عددهم إلى مناطق أصغر داخل القطاع المدمر.
وقال المسؤول العربي: "يبدو أن هذا جزء من الزحف البطيء نحو احتلال إسرائيلي دائم لغزة، حيث سيصبح جيش الاحتلال المسؤول المباشر عن توزيع المساعدات".
بديل مرفوض
أوضح المسؤول العربي "أن البديل الأفضل لتوزيع المساعدات هو توظيف عملاء مرتبطين بالسلطة الفلسطينية، وهي فكرة رفضتها إسرائيل".
وأضاف أن منح السلطة الفلسطينية موطئ قدم سيفتح أيضًا المجال أمام دعم إضافي من الدول العربية التي أعربت عن استعدادها للعب دور في إدارة غزة بعد الحرب.
حيث أوقف الاحتلال الإسرائيلي دخول المساعدات إلى غزة في الثاني من مارس بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين بحجة الضغط على حماس.
في الوقت نفسه، استأنف جيش الاحتلال هجومه على غزة، ووسع عملياته العسكرية، مسيطرًا على مساحات واسعة من أراضي القطاع.